Thursday, November 02, 2006

علي هامش تراجع الجامعات المصرية

علي هامش تراجع الجامعات المصرية (7)

(الآذان في مالطة)

شاءت الظروف أن أبحث في بعض أوراقي القديمة فوجدت هذه المقالة منشورة في جريدة الأخبار بتاريخ 14/12/1994. وكانت هذه المقالة الجريئة التي أسوقها بالكامل فيما يلي للأستاذ/ محمد سكران ـ رئيس قسم أصول التربية ـ كلية التربية بالفيوم من الجرأة والعمق بحيث لو كنا في دولة تنشد التقدم والتطور والصلاح التعليمية والتنموي كان لا بد لمثل هذه المقالة أن تهز الوزارة هزاً وأن يرد عليها وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات ردوداً عملية إصلاحية بكل جدية. ولكن الذي حدث مثل ما حدث مع الأفكار والمقالات والكتب والمؤتمرات الكثيرة التي قدمها مخلصون لهذا الوطن على مدى الحقب السابقة، أن هذه الصرحة الهائلة المزلزلة ذهبت أدراجها الرياح.

أين نحن من الفكر والأفكار ومن المفكرين والمخلصين والناقدين ؟

وأي مصير ينتظرنا في عالم متغير يقحمنا اقتحاماً ويدوس علينا كثيراً ونحن لا نستمع إلى أصحاب الرأي والرؤيا وإلى المفكرين المخلصين من أبناء هذا الوطن؟

كنت أتصور أن ما أثاره الدكتور محمد سكران من قضايا خطيرة يتحول إلى محور لحوار داخل وخارج الجامعات في أجهزة الإعلام وعلى صفحات الصحف لا يتوقف، حتى نصل بمجهود تعاوني حواري إلى تشخيص أسباب وعلاج بالملاحظات التي أوردها في المقالة التي نقدمها مرة أخرى الآن بعد أكثر من عشر سنوات على كتابتها.


جريدة الأخبار 14/12/1994

أخبــار

الجامعات يحررها : محمود عارف

صور جامعية (!!)

قـــلاع شــــامخة

بداية، لا بد من التأكيد على ان بالجامعات صوراً ونماذج مشرفة، تكافح من أجل الحفاظ على مكانتها وبقائها، قلعة للعلم، وحصناً للمعرفة، وقدوة طيبة، لهم من السمو النفسي والخلق الرفيع ما يجذب حولهم المريدين والتلاميذ ولولا هذه النماذج لتصدع البنيان وتلاشت الرسالة.

حقيقة ثانية أن الجامعة جزء من المجتمع تتأثر به، وفيه تتفاعل، والمجتمع يعاني من أمراض وسلبيات كثيرة، استطاعت أن تطل برأسها في الجامعة، وبدأنا نسمع عن أمور مزرية، قد يقول قائل أنها حالات فردية ،، ولكن تأثيرها خطير على الجامعة.

والسؤال الأكثر أهمية الآن :

لماذا يحدث في الجامعة ما يحدث من ممارسات وأساليب ملتوية ؟

في تصوري أن من أسباب اهتزاز الصورة هو :

· ضعف الانتماء والولاء للجامعة، وأصبح الانتماء لأمور ضيقة تخصصية أو أيديولوجية أو لمصالح ومنافع أو لعلاقات القرابة.

· فقدان روح الزمالة، فسادت الوقيعة وكثر التملق والنفاق.

· فقدان القدوة والمثال، لدرجة أن ما يمكن اعتبارهم كباراً يتحولون في بعض الأحيان إلى آداة للتسلط والإرهاب والابتزاز.

· فقدان العناصر البحثية المتميزة، وأصبحت الترقيات العلمية إلى وظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين، في كثير منها تتم دون استحقاق علمي رفيع، فظهرت السرقات العلمية .. إلخ.

· التطبيق بكل دقة لمبدأ أهل الثقة على حساب أهل الخبرة. فتوارت الكفاءات وتلاشت الموضوعية في اختيار القيادات، وتعاظم تأثير المصالح والعلاقات الشخصية على الاختيار.

· فقدان الممارسة الديمقراطية في اتخاذ القرارات الجامعية وممارسة الاختصاصات بأساليب غير موضوعية، واصبحت أبواب الجامعة مفتوحة أمام ذوي القدرات المتواضعة، الذين يمارسون أبشع الأساليب بأخس الطرق لتحقيق مآربهم وبالأساليب الملتوية ـ التي يجيدونها ـ يشق البعض طريقه إلى المناصب، فيصيب أهل الخبرة، والخلق القويم بالإحباط، والإحساس بانقلاب المعايير.

وعلاج هذه الأمراض، يأتي باقتلاع جذور الشر والفساد، إذا صح العزم وصدقت النوايا.

د. محمد سكران

رئيس قسم أصول التربية

كلية التربية بالفيوم

د. طارق علي حسن

tali@idsc.net.eg

No comments:

About Me

My photo
doctor, teacher at university and musician, composer dramatist committed all my life to health and resolution through expression/communication and the marriage of art and science in the service of that miracle LIFE and that even rarer miracle the conscious HUMAN BEING. DO VISIT MY WEBSITE: www.tarekalihassan.org