تسالي
حوارات كوميدية للمصري الحصيف مع حكام مابعد أربعة وخمسين (مقتل أوزوريس)
دا أنا غلباااااااااااااااان مع الشكر والإعتذار لعادل إمام.
العلاقة الثنائية بين الحاكم والمحكوم بدون وجود قوة ثالثة فعالة حكم على التعليم باللافعالية وبالفشل كعملية تنمية ونماء وحكم علي كل آليات المجتمع الصحي من عدل وإعلام وبحث علمي وإنتاج وحرية ونقد وتعبير، بالتعثر والقصور... وليس غريباً في ظل هذه العلاقة الثنائية أن يرى المسئولون في زيادة النسل وارتفاع التعداد السكاني، مجرد تهديد متصاعد وغير مقبول وشماعة أخرى تعلق عليها ظواهر الفشل والإحباط المتصاعد والذي له في الواقع أسباب أخرى بالمرة .. فلا يعقل أن نهتف عمرنا كله بالوحدة الخالدة للعرب ولوادي النيل والثروة البشرية الهائلة محبوسة في شريط ضيق بمصر في وادي النيل الشمالي بينما ملايين الأفدنة من أخصب أراضي العالم لا تزرع ولا تنتج ولا وصال علمي مع ثرواتها الطبيعية الهائلة ولا نستطيع تخطي العراقيل في طريق تحويل هذه الامكانات إلي واقع مؤثر وكيف ولم نطور قنوات وصال علمي مع الثروات البشرية أصلا ونحن مكرسون لخدمة الأبطال لا لتنمية البشر.
وليس في خاطر التراكيب الاجتماعية السياسية الثنائية هذه إمكانية أن ينشأ المواطن حراً قوياً جريئاً مبدعاً مؤثراً مشاركاً ... مستقلاً ... فاتحا لمجالات جديدة ومبدعة لإعالة نفسه وعياله ولرقي وتقدم مجتمعه.
ويمكن تلخيص العقد الجديد في العلاقة المعاصرة بين الحاكم والمحكوم في الدول المصابة التي تنطبق عليها الأنماط المذكورة أعلاه من خلال الحوار التالي :
-- سأكون مسئولاً عن أكلك وشربك ما رأيك ؟؟
- ربنا يخليك يا بيه ... ياي ده يبقى فضل كبير قوي ...
- وانا كمان هعالجك
- فضل كبير يا بيه .. أكبر وأكبر
- وأنا كمان هوظفك وهاعملك ماهية ثابتة علشان أنا بحبك وعايزك تبقى أفندي كده محترم وقاعد في مكتب ومحترم ... أنا عايزك تشرفني لما يجوني الخواجات الأجانب يزوروني ... دانت كنت بتفضحنا لما تظهر قدام الناس المحترمة اللي من بلاد بره وانت مزيت ولا مغبر ولا مطين وأعوذ بالله سعات كمان حافي وعرقان ومع البهايم والحيوانات المنحطة
- وسعات كمان حافي وعريان ومطين وانت بتزرع قال رز ولا قمح ولا برسيم ولا بتقوى جسور النيل من الفيضان إنت لسة معرفتش إن الكانتالوب و الفراولة أحسن يا متخلف؟ .. كنت فاضحنا ومحقرنا في عيون الخواجات الناس الحلوة الذوق النضيفة المتقدمة اللي بتدينا فلوس وسلاح .. كان خلاص .. بسببك .. عرفونا اننا متأخرين وهمجيين ومش متمدينين زيهم .. يا فضيحتك ده حتي بلغني إنك كنت بتولع الفرن بالجلة وفضلات البهايم ووفضلات المحاصيل.. ولزومه إيه القرف والطين والهمجية دي .. إنت ما سمعتش عن البوتاجاز والكهرباء والأتوماتيكي... إيه يعني لزوم الرز والقمح والفضلات والزبالة والطمي والطين والقرف .. كل ده اشتريهولك من حر مالي .. مال الدولة العظمى اللي هاعملهالك.. والفضلات والزبالة ابقى ارميها في أكياس بلاستيك زى الخواجات المحترمين .. أوعي تاني تدخل بيتك زبالة ولا بط ووز وفراخ وحيوانات وبلاوي تجيب المرض
- لا والله يا سعادة الباشا محصلش.. وعمره ما هيحصل ما دام سعادتك موجود ..
- والفيضان كمان هوأقفهولك .. ولا طين ولا طمي ولا وساخة وقرف من بتوع الفلح بتاع زمان .. تأخر ايه ده، إن الإنسان يبقى تحت رحمة الطبيعة والطمي والطين .. والزراعة دي علامة الدول المتأخرة ... المتخلفة .. فاهم ... الاستعمار كان بيدرس في المدارس إن مصر دولة زراعية معتمدة على النيل وفيضانه .. ده كذب وتأخر .. فاهم ؟؟ النيل سبب التأخر هسدوهولك! الصناعة الثقيلة هى سر قوة الأمم ـ هاعملك مصانع من غير عدد هاملالك العاصمة مصانع واشغلك في المصانع ! أنا عايز البلد كلها تبقى مصانع والفلاحين يبطلوا وساخة وقرف وطمي وطين ويبقوا عمال زي الورد يهتفوا باسمي وإسم الدولة العظمي اللي هاعملهالك … فاهم ؟
-- طبعاً فاهم يا سعادة البيه … كل اللي تقول عليه صح يا سعادة البيه .. (ما دام راكب وفي ايدك العصاية اللي هيه … كل اللي تقول عليه صح .. (جانبيا) بس لو أخدت سؤالات فلاحين مصر كلاتها مفيش فلاح واحد في البر حيوافق علي قطع الفيضان والطمي ولا فلاح واحد هيوافق.. ده عند الفلاح قطع دراعه أرحم .. ده الفيضان والطمي والطين سر الأرض وسر الحياة ده سرنا ومعلمنا وحبنا .. إعملنا خزانات بس شرط مل تقطعش علينا الطمي حلفتك بالله إبني خزانات و سدود زي مانتو عاوزين جنابك بس ما تقطعش علينا الطمي .. لكن تقول إيه الريس دايما صح .. اللي راكب مية المية صح..دايما صح .. والزمن علمني ماكحش مع اللي راكب وفي ايده العصاية … العصاية اللي هيه للي لسه ما يعرفش .. من غير إحم ولا دستور .. من غير ليه .. عندنا صاحب العصاية اللي هيه لما يغضب على حد ما فيهاش ليه : فيها قطع العيش ووقف الحال ووقف النمو .. ده إذا كان حظه حلو وأمه داعيا له .. أما إذا ما كانش أمه داعياله .. ممكن يروح ورا الشمس .. كام يوم كام شهر كام سنة ويمكن العمر كله .. العلم عند الله سبحانه وتعالى .. الظلم عندنا كده زي إرادة الله !! .. قدر ومالوش تغيير ولا تبديل .. من الفرعون للهكسوس لليونان للرومان للتركمان للشركس للأتراك للفرنسيس للإنجليز للألمان ….."مكتوب علي الجبين".
(جانبيا) وممكن يعني يشوفولك تهمة .. جريمة يعني .. تتاوي مع المجرمين .. تأبيدة مخدرات في اللومان ليه لأ .. انت تفتكر حد عندنا يتحدى الحكومة ويطلع سليم ؟؟ بني آدم عندنا ضعيف ولو حطوا مخهم يشوفولوا مصيبة مش هيعدموا ولا يحتاروا .. مش عادل إمام بيقول "ده أنا غلبااااااان"
السطان عندنا يتقاله حاضر وبس .. أبدعت وبس ..
وحتى السلطان عندنا لما يحب "تطلع في مخه يعني" يبقى ديمقراطي زي الخواجات .. أو الخواجات يضغطوا عليه يبقى ديمقراطي زيهم لسبب في نفسهم .. يقوم يجيب مجموعة، يا عيني مننا، من الرعايا يعني، ويأمرنا عايزين معارضة ! إعملوا معارضة.. نعارض .. بطلوا .. نبطل ..
هاوهاوا على كيفكم هنا وهنا واوعى حد يهزر أو يعارض أو يهوب هنا أو هنا، أقطع رقبته .. فاهمين؟؟
فاهمين يا بيه يا باشا طبعاً فاهمين .. داحنا الزمن علمنا نفهمها وهي طايرة وناكلها وهية والعة!! الإنسان عندنا لازم يفهمها وهي طايرة.. النفر منا لازم يا باش باشا يتعلم يتصرف زي الصاروخ لجل يعيش ويحافظ علي رقبته.. وإلا ناله غضب السلطة .. وغضب السلطة عندنا واعر قوي قوي ومالوش حل ...
- الزراعة والفلاحة دي ذل مفروض على الدول المتأخرة .. ملكش دعوة سيب ليه كل حاجة وأنا أنضفك، وهأكلك وأشربك وأمنجهك وحاعملك دولة عظمي …
- إنت مش فاهم حاجة علشان جاهل .. معلش بكرة هتفهم وتشكر ...
- أمرك يا سعادة الباشا .. بفضلك خلاص مفيش زيت ولا طين ولا عرق ولا وساخة هنقعد كلنا في المكاتب في البندر لابسين نظيف من غير تراب ولا طين ولا عرق ولا وساخة .. أعوذ بالله .. وهنبقى متمدينين ونظاف وكلنا بفضلك هناخد الشهادات الكبيرة قوى اللي تقول عليها سعادتك بنسب مية في المية وهتخترعولنا نسبة جديدة أعلي كمان من مية في المية.. وكلنا هنستوظف بفضلك ومش هنعمل أيتها حاجة وحشة ما تعجبش المقام بتاع سعادتك .. اسم الله على مقامك .. وانت هتعملنا دولة عظمى وتهزم لنا كل الأعادي والأشرار ...
- طبعاً
- ربنا يخليك يا سعادة الباشا
- خلاص عهد الظلام والظلم راح وشقشق عهد الحرية
- ربنا يباركلنا فيك يا بيه يعيش سعادة الباشا البيه الزعيم حبيب الملايين..
- بس انت ما لكش دعوة بأيتها حاجة ...
- اللي تشوفه يا سعادة البيه
- تديني تفويض كامل .. آه كامل .. فاهم ؟؟ انت مالكش دعوة بأيتها حاجة
- كل اللي تشوفه صح يا سعادة البيه
- أنا محبش المقاوحة .. فاهم ؟؟
- استغفر الله واحد زي يقاوح مع واحد زيك إزاي يا سعادة الباشا .. هي العين تعلي على الحاجب؟؟!!
واستمرت الحكاية..
و كان أن أدي الفلاح الحصيف إلي تسليم قيادة البلاد والعباد إلي "الحاجب" في غياب "العين" المنشغلة والمنهمكة في إستعذاب تصغير النفس وإنكار الذات والذوبان خوفا وحبا وطمعا في "الحاجب" المؤله! وكان ما كان مما يثير العجب في كل زمان.. هية العين تعلي علي الحاجب؟
و لا زلنا في طريق الآلام حتي يقتنعنا الإعلام المخلص الهمام وتقنعنا صروف الزمان أن العين فوق الحاجب وأن الحاجب خادم العين وأن البصر والبصيرة وصالح الأمة فوق "الحاجب". وأن الفلاح الزارع المنتج المتوازن مع الطبيعة والحياة هو المفتاح و أن أصغر مواطن فوق الحكومة وسيدها ورائدها!!
حوارات الفلاح الفصيح ـ الجزء الثاني
وكان أن جاءت سنة 80 ،
وكان الناس المخلصين يمارسوا مع الحكومة والزعيم شروط الاستسلام الكامل والتسليم
حسب الاتفاق القديم من أيام أربعة و خمسين
وسعدت الحكومة أيما سعادة، والزعيم.
وتحول الجميع إلى أفنديات وموظفين، يمشوا جنب الحيط كؤدبين و كويسين، وانخفض الإنتاج إلى أسفل سافلين، ولما تكاثرت على الدولة الديون، حتى بغلت الحلقوم، كان أن انهالت الهزائم الخارجية والمصائب حتى ضاعت القدس والجولان وما تبقى من فلسطين.
وفجأة تملص الأسياد وأصحاب السلطة والسلطان من العهد والوعود.
- خلاص أنا هاخلع إيدي من كل حاجة.
- لا لا يا سعادة الباشا .. حرام
بعد ما علمتني أننا أسلم وأستسلم وأمشي جنب الحيط .. تسيبني كده .. حرام يا سعادة البيه .. مش كان العهد إني أسلم واستسلم ، وإنك هاتأكلني وتشربني وتعلمني وتوظفني وتجوزني .. وتعملي الدولة العظمى ، وتحرر القدس ؟
- لا لا لا .. كل ده خلاص .. لاهاوظفك .. ولا اشربك .. ولا أكلك .. ولا أعلمك .. كل ده خلاص .. إتصرف .. أصلك ما بتنتجش ، وما ما بتبدعش .. خرجت من التعليم جاهل .. اديتك بكالوريوس وماجستير بالآلاف وبرضه جاهل .. ودكتوراه وبرضه جاهل .. ما بتنتجش حاجة غير عيال .. أعمللك إيه ؟ خلاص خلاص العهد انتهى .. مفيش حل خلاص .. مش عارف أوكلك انت وعيالك .. ومفيش حل غير إني أبيع البلد للأجانب الحلويين الأغنياء علشان أسدد الديون .. وكل ده علشان أوكلك انت وعيالك يا متخلف.
- ما أنا كنت باوكل نفسي وبوكل عيالي قبل ما أسلم لك كل حاجة، وأمشي جنب الحيط .. علشان خطرك ومن حبي فيك سلمت لك كل حاجة .. وادي أخرتها ؟
- الله الله .. انت هاتبجح والا إيه؟ .. انت عايز تروح ورا الشمس والا إيه ؟ احنا يا عببيط في عصر الاقتصاد الحر وديناميات السوق.
- ديناميات إيه .. أنا أعرف سوق الخضار وسوق السمك .. قصدك كده يا سعادة البيه ؟
- اسكت .. انت هاتقاوح معايا يا جاهل ؟
- بعد خمسين سنة من الاستسلام تسيبني كده جعان؟ بعد ما عيشتني التسليم والتعليم الفاسد في كل مكان .. والتخويف والإرهاب كمان .. بعد كده تسيبني .. مش حرام ؟ والله حرام وأنا طول عمري باحب الحكام أقدم لهم كل الاستسلام.
- إنت في الأكل منشار .. ولا بتنتجش غير عيال .. وعايز تاكل تاكل تاكل .. وعوايدك في الأكل مهببة وضياع وفساد واهدار .. علشان أأكلك لازم أبيع البلد للأجانب الحلويين الأغنياء المنظمين ودول مش عايزينك وانت غير مطلوب. الجاهلين اللي زيك مش مطلوبين في العالم الجديد؟
- ماجستير ودكتوراه وتقول جاهل ومش مطلوب كمان .. ده لغز والا إيه يا بيه ؟
- ما هو جاتك مصيبة لو ما تتعلمش وتتحرر علشان تتحرك مش هتلاقي مكان في العالم الجديد .. وتظل غريب في بلادك ومش هاعرف أعمل لك حاجة .. بس ممكن تتحرك "كده وكده" .. تمثيل يعني أمام الخواجات .. ولو أخذت الحكاية جد وتحررت حقيقي ولا تعلمت حقيقي أو كانت لك إرادة بحق و حقيق .. أسحقك وأوديك ورا الشمس .. انت فاكرني هفية والا إيه ؟ إنت مش عارف الحكومة ؟
- لا لا يا بيه .. عارف كويس قوي يا سعادة الباشا .. هي العين تعلى عن الحاجب ؟
- آه آه آه آه آه آه آه آه آه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
No comments:
Post a Comment